تونس- “القدس العربي”:
قالت الباحثة الأمريكية سابينا هينبرغ، إن التونسيين فقدوا حماسهم للديموقراطية بعدما أهملت الحكومات المتعاقبة بعد الثورة الإصلاح الاقتصادي وفشلت في معالجة قضايا الفساد والبطالة، مشيرة إلى أن اندلاع ثورة أخرى في البلاد يبقى احتمالا واردا في أي لحظة.
وقالت في حوار خاص مع القدس العربي”: “إن مسار تونس على مدى السنوات القليلة الماضية هو نتيجة لعوامل عديدة، لكن العامل الرئيسي هو إهمال الإصلاح الاقتصادي. إذ لم تتمكن الحكومات بعد عام 2011 من معالجة القضايا التي دفعت التونسيين إلى الخروج للشوارع عام 2010، وتتمثل بـ”عدم المساواة والفساد والبطالة”. ونتيجة لذلك، فقد العديد من التونسيين -إن لم يكن أغلبهم- حماسهم للديمقراطية وإيمانهم بها”.
وسابينا هينبرغ هي مديرة برنامج “أبحاث المبتدئين” في معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، ومؤلفة كتاب “إدارة التحول: المرحلة الأولى بعد الانتفاضة في تونس وليبيا” الصادر عن جامعة كامبريدج لعام 2020. وفضلا عن قيامها بالتدريس في عدد من الجامعات الأمريكية، عملت هينبرغ في مجموعة التنسيق لشمال أفريقيا التابعة لمنظمة العفو الدولية.
وحول مستقبل الأوضاع في تونس مع استمرار احتكار الرئيس قيس سعيد للسلطة، قالت هينبرغ: “لا يزال الاقتصاد التونسي في حالة مزرية، ولا يزال عدد كبير من الناس يشعرون أنهم بحاجة إلى مغادرة البلاد للبحث عن فرص عمل وإعالة أُسَرهم”.
وأضافت: “ومن غير المرجح أن يصبح النظام السياسي في عهد سعيد أكثر ديمقراطية من تلقاء نفسه، خاصة إذا لم يتحسن الاقتصاد. ولذلك فمن الممكن دائما اندلاع ثورة أخرى”.
وكان السيناتور جو ويلسون دعا قبل أيام لقطع المساعدات الأمريكية عن تونس، كمحاولة للضغط على الرئيس قيس سعيد للعودة إلى الديمقراطية.
وعلقت هينبرغ على ذلك بقولها: “لم تضغط التهديدات أو التخفيضات الفعلية للمساعدات الأمريكية على سعيد في الماضي. ونظرا لأن خطاب سعيد السيادي لم يتغير، وفي ظل مواصلة بعض البلدان، مثل إيطاليا، التعاون مع تونس، فمن غير المرجح أن تكون مثل هذه التخفيضات فعالة في استعادة الديمقراطية التونسية”.
وأضافت: “علاوة على ذلك، فإن تخفيض المساعدات المقدمة إلى تونس سيساهم بإفقار شرائح أخرى من سكانها، وخاصة في المناطق الداخلية، وتعميق المشاعر المعادية لأمريكا. وستجعل هذه النتائج من الصعب الشراكة مع أي نظام ديمقراطي مستقبلي قد ينشأ في تونس. وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار المنطقة، وبالتالي تقويض الأمن الأمريكي”.
واعتبرت في السياق، أنه يتعين على أحزاب المعارضة التونسية المنقسمة أن تجد وسيلة للعمل معاً “إذا كانت راغبة في منع المزيد من الضرر للمؤسسات الديمقراطية التي نشأت في أعقاب الثورة”.
وأضافت هينبرغ: “ورغم أن هذا الأمر سوف يستغرق بعض الوقت، فإن صناعة جيل من السياسيين الشباب وأحزاب جديدة لا يُنظَر إليها باعتبارها فاسدة أو نخبوية سوف يكون أمرا بالغ الأهمية. ومن الممكن أن يعمل المجتمع المدني والأحزاب السياسية معاً في هذا الصدد”.
ANNAHDA NEWZ