بقلم:جميلة غطاس
في زوايا هذه الحياة الواسعة، لا يكاد يخلو قلب إنسان من قصة ابتلاء تُشكّل جزءاً من ملامحه وتترك أثرها في تفاصيل يومياته. تتعدد أوجه المعاناة، فهناك من يُكابد وجع المرض الذي ينهك الجسد، وهناك من تضيق به سبل الرزق حتى يُصبح الفقر رفيق دربه، وآخرون يتجرعون مرارة الظلم أو يفقدون أحبتهم، فيجدون أنفسهم في مواجهة فراغ لا يُملؤه إلا الصبر والإيمان.
لكن، وسط هذه المحن، يكمن درس عميق لا تدركه سوى القلوب المؤمنة بقدرة الإنسان على النهوض مهما اشتدت الأزمات. فكما أن البلاء اختبار للقدرة على التحمل، فهو أيضاً بوابة نحو الأجر والثواب. وكلما زاد الألم وتضاعفت التحديات، كان الصبر مفتاحاً يُضيء درب الخلاص، ويُرسخ في النفس معاني القوة والثبات.
إن الحياة لا تهدي دروسها مجاناً، بل تغلفها بمواقف تُجبرنا على التأمل في معاني الصبر والتفاؤل، وعلى فهم أن البلاء ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة نُعيد فيها اكتشاف ذواتنا وقدرتنا على تجاوز المصاعب. فكما قيل: “على قدر الصبر يكون الأجر، وكلما اشتد البلاء عَظُم العطاء.”
وفي خضم هذه التحديات، تظل القناعة بأن وراء كل محنة حكمة، ووراء كل صبر أجر، هي النور الذي يُرشد الخطى في عتمة الألم، لتبقى الحياة، مهما قست، فرصة للنمو والارتقاء.