بين الأخبار والتوضيحات: التناقضات في قضية استقدام الممرضين الأجانب في مجموعة أكديطال

متابعة مندوبة جريدة النهضة الدولية نجاة جهة فاس / مكناس

في ظل التوسع الكبير لمجموعة أكديطال في القطاع الصحي المغربي، أثار الخبر المتداول حول استقدام ممرضين من الخارج العديد من التساؤلات والشكوك في الأوساط الإعلامية والجماهيرية. ولكن، جاءت إدارة مجموعة أكديطال لتوضح الصورة وتضع النقاط على الحروف من خلال بيان رسمي نشرته مؤخراً، مما يثير تساؤلات جديدة حول حقيقة الوضع في القطاع الصحي والممارسات المتبعة في مجموعة أكديطال.

1. الخبر المتداول:

عندما انتشر خبر يفيد بأن مجموعة أكديطال بصدد استقدام ممرضين من خارج المغرب، انتشرت تحليلات ومقالات صحفية من مختلف الوسائل الإعلامية، بما فيها جوجل نيوز ومجلات متخصصة، مشيرة إلى أن المستشفيات الخاصة بالمجموعة تبحث عن كفاءات أجنبية لسد العجز في الأطر التمريضية. هذا الخبر لاقى الكثير من الانتقادات، خاصة من قبل المهتمين بالقضايا الوطنية، الذين اعتبروا أن ذلك قد يؤثر على فرص العمل للمغاربة في قطاع الصحة.

2. البيان الرسمي من إدارة مجموعة أكديطال:

في بيان رسمي صادر عن إدارة المجموعة، تم توضيح الأمور بشكل مغاير. أكدت أكديطال أنها لم تبرم أي اتفاقية لاستقدام ممرضين من الخارج حتى الآن، بل على العكس، تقوم بتوظيف الكفاءات الوطنية من خلال شراكات مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) وبرنامج أوراش. البيان شدد على أن المجموعة قد قامت بتوظيف 4000 كفاءة مغربية، وأن الأولوية تظل دائمًا للمغاربة في جميع عمليات التوظيف المستقبلية.

3. التناقض بين الأخبار والبيان:

المفارقة تكمن في تباين المعلومات بين ما يُنشر في الإعلام من جهة وما جاء في البيان الرسمي من جهة أخرى. ففي حين أن الأخبار المتداولة كانت تشير إلى الحاجة إلى ممرضين أجانب لسد الخصاص، نجد أن أكديطال تؤكد في بيانها التزامها بالتوظيف المحلي وتوسيع الفرص للكفاءات المغربية. وهذا يطرح عدة تساؤلات حول مصداقية المعلومات المتداولة، وهل هناك خطأ في تفسير أو نقل الأخبار من قبل وسائل الإعلام؟

4. الاحتياج للكفاءات الأجنبية:

على الرغم من التأكيد على أولوية الكفاءات الوطنية، لا يمكن إغفال ما ذكرته أكديطال في بيانها من احتمالية الانفتاح على كفاءات أجنبية لسد العجز الهيكلي في بعض التخصصات. هذا التوجه قد يثير القلق لدى الكثيرين، خاصة في ظل النقص العام في الأطر التمريضية بالمملكة، ما يجعل الحاجة للممرضين الأجانب أمرًا واقعًا في بعض الحالات. لكن السؤال يبقى: هل هذا الحل هو الخيار الأفضل أم أن هناك بدائل أخرى يمكن أن تدعم الكفاءات المغربية وتحد من هذا النقص؟

5. الرؤية المستقبلية:

في الختام، تصرح إدارة أكديطال بأنها مستمرة في استراتيجيتها التوسعية لتلبية احتياجات السوق المحلي من خدمات صحية عالية الجودة، وأن توظيف الكفاءات الوطنية يبقى في صلب خططها المستقبلية. لكن هل هذا سيكون كافيًا في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي من حيث التوظيف والتدريب؟

الاستنتاج:

من خلال هذه التوضيحات، يبدو أن هناك نوعًا من التباين بين ما هو متداول في الصحافة وبين الموقف الرسمي من إدارة أكديطال. ربما تحتاج وسائل الإعلام إلى مزيد من الدقة في نقل الأخبار وتوضيح الحقائق بشكل أكثر شمولًا وموضوعية، بينما يجب على إدارة أكديطال أن تكون أكثر شفافية بشأن خياراتها المستقبلية في التوظيف، بما في ذلك استقدام كفاءات أجنبية .

Comments (0)
Add Comment