فاجعة رمضان: اختناق عائلة بكاملها في حادث مأساوي في مدينة ازغنغان


بقلم ✍️ مندوبة جريد. النهضة الدولية TV
نجاة جهة فاس / مكناس

في حادث أليم ومفجع، وقعت مأساة عائلية في أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث فقدت عائلة مكونة من خمسة أفراد حياتها في حادث اختناق مفجع بغاز البوتان في مدينة ازغنغان التابعة لإقليم الناظور، يوم الاحد 2 مارس2025 الحادث وقع في منزل العائلة التي كانت في طور الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل بكل خشوع وتضرع، إلا أن القدر كان له رأي آخر.

تبدأ القصة من لحظات هادئة، حيث كانت العائلة قد أنهت استعداداتها الرمضانية وخلدت إلى النوم في أول ليالي الشهر الفضيل. غير أن تلك الليلة لم تكن كغيرها، فقد نشب تسرب لغاز البوتان داخل المنزل، مما أدى إلى اختناق جميع أفراد العائلة وهم في غفلة من أمرهم. لم تكتشف الحادثة إلا في صباح اليوم التالي، حيث عثر الجيران على العائلة فاقدة للوعي في منزلها.

وعلى الرغم من محاولات الإنقاذ التي بادر بها الجيران، فإن جميع أفراد العائلة توفوا نتيجة الاختناق نتيجة تعرضهم للغاز السام. وكانت الأسرة تتكون من الأب والأم وثلاثة من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين الصغر والشباب، ليجدوا أنفسهم ضحايا لحادث كان بعيدًا عن أنظارهم، في وقت كان من المفترض أن يعم فيه السلام والرحمة على الجميع في شهر الصيام.

الحادث وقع في مدينة ازغنغان التي كانت تعيش في أجواء من الحزن، حيث كانت تلك العائلة تُعتبر مثالاً للود والمحبة بين أفراد المجتمع، وفقدانهم في هذه اللحظة يعد خسارة فادحة للمجتمع بأسره. تضاف هذه الفاجعة إلى قائمة حوادث اختناق الغاز التي تشهدها بعض المناطق في المغرب، والتي تثير القلق بسبب نقص الوعي في التعامل مع مثل هذه المواد الخطرة في البيوت.

تجسد هذه الحادثة الحزن الكبير في قلوب الجميع، حيث اجتمع أهالي المدينة على تعازيهم ودعواتهم للفقيدين، مؤكدين على ضرورة الوعي بالمخاطر التي يمكن أن تصاحب الاستخدام غير السليم للغاز. كما أن هذه الفاجعة تذكرنا جميعًا بضرورة التحقق من سلامة الأجهزة التي تستخدم الغاز، وضرورة تهوية الأماكن بشكل جيد لتجنب مثل هذه الكوارث.

وفي خضم هذا المصاب الجلل، لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء للمغفرة والرحمة لهذه الأسرة المنكوبة، وأن يتقبلهم الله في عليين ويصبر ذويهم على هذه الفاجعة الكبرى. لقد كانت تلك اللحظات القاسية تجربة مؤلمة لكل من عرفهم وعايش معهم، ولن ينسى أهل المدينة ذلك الألم الذي ألحقته بهم هذه الفاجعة في أول أيام شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة.

“إنا لله وإنا إليه راجعون”.

Comments (0)
Add Comment