الهيدروجين الأخضر: المغرب يختار مستثمرين دوليين لمشاريع بقيمة 32 مليار دولار

متابعة: احلام اخليفي

في خطوة استراتيجية لتعزيز موقعه في سوق الطاقات المتجددة، أعلن المغرب عن اختيار خمسة مستثمرين وطنيين ودوليين لتنفيذ ستة مشاريع كبرى في قطاع الهيدروجين الأخضر، موزعة على الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة، وذلك بميزانية تقارب 319 مليار درهم (31.9 مليار دولار).

وكشف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال ندوة صحفية بالرباط، أن هذه المشاريع ستُخصص لإنتاج الأمونياك، والوقود الاصطناعي، والفولاذ الأخضر، مشيراً إلى أن المغرب تلقى في وقت سابق 40 طلب استثمار في هذا المجال، قبل أن يستقر الاختيار على تحالفات رائدة من الولايات المتحدة، وإسبانيا، وألمانيا، والإمارات، والسعودية، والصين، إلى جانب شركة مغربية.

شراكات دولية واستثمارات ضخمة

وضمت قائمة المستثمرين المختارين شركة “أكوا باور” السعودية، إلى جانب شركتين صينيتين، هما “UEG” و”تشاينا ثري غورجيز”، والتي ستستثمر في إنتاج الأمونياك. كما وقع الاختيار على شركة “ناريفا” المغربية، التي ستتولى مشاريع تشمل إنتاج الأمونياك والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر.

وفي السياق ذاته، تم انتقاء تحالف “أورنيكس”، الذي يضم “أورتوس” من الولايات المتحدة، و”أكسيونا” الإسبانية، و”نورديكس” الألمانية، حيث سيركز استثماره على إنتاج الأمونياك. كما تم اختيار تحالف آخر مكون من “طاقة” الإماراتية و”سيبسا” الإسبانية، لإنتاج مادتي الأمونياك والوقود الاصطناعي.

رهان استراتيجي على الهيدروجين الأخضر

تأتي هذه الاستثمارات الضخمة في إطار توجه المغرب نحو تقليل اعتماده على مصادر الطاقة المستوردة، والتي تشكل حالياً 96% من احتياجاته، خاصة في ظل التقلبات المستمرة في الأسواق الدولية.

ويعتبر الهيدروجين الأخضر من بين البدائل الواعدة في قطاع الطاقة، حيث يتم إنتاجه من خلال عملية التحليل الكهربائي للماء باستخدام مصادر طاقة متجددة، ما يجعله وقوداً نظيفاً خالياً من انبعاثات الكربون، وقادراً على لعب دور محوري في التحول الطاقي العالمي.

وبالإضافة إلى إنتاج الكهرباء، يُمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي، ما يفتح آفاقاً واسعة أمام المغرب ليصبح لاعباً رئيسياً في هذا السوق، ويعزز مكانته كوجهة استثمارية رائدة في الطاقات النظيفة.

وبهذا الاختيار الاستراتيجي، يؤكد المغرب التزامه بمواصلة تطوير قطاع الطاقات المتجددة، في أفق تحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي، والمساهمة في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي.

Comments (0)
Add Comment