المغرب والخليج: تحالف استراتيجي يعزز التنمية والاستقرار.

متابعة: nassiri Najat مندوبة النهضة الدولية تفي

جهة فاس مكناس

شراكة متينة برؤية استشرافية

في قلب مدينة مكة المكرمة، وعلى هامش الاجتماع الوزاري المشترك السابع بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المغربية، برزت ملامح جديدة لعلاقة استراتيجية متجذرة بين الطرفين، تؤكد أن الشراكة بين المغرب والخليج ليست مجرد تعاون دبلوماسي عابر، بل خيار مصيري يستند إلى مبادئ التضامن والتآزر. وقد أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمته، على عمق العلاقات بين المغرب ودول الخليج، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات لتحقيق التنمية المشتركة.

أفق جديد للتعاون الاقتصادي

اللقاء الوزاري لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل كان محطة فارقة لرسم خارطة طريق اقتصادية تستند إلى المصالح المشتركة. فقد شدد المسؤولون، وعلى رأسهم الوزير ناصر بوريطة، على ضرورة تعزيز الاستثمارات المتبادلة، ودعم رجال الأعمال والمستثمرين في كلا الجانبين، عبر وضع إطار مؤسساتي يضمن استكشاف فرص تنموية واعدة، خصوصًا في ظل استعداد المغرب لاستضافة أحداث عالمية مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مما يفتح آفاقًا جديدة لقطاعات متعددة.

المغرب بوابة الخليج نحو إفريقيا

لم يكن الحديث عن الشراكة مقتصرًا على البعد الثنائي، بل تم التأكيد على الدور المحوري للمغرب كبوابة رئيسية لدول الخليج نحو السوق الإفريقية. فمن خلال مشاريع استراتيجية كبرى، مثل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب وسلسلة الموانئ الأطلسية، يمكن لهذه الشراكة أن تشكل محورًا ثلاثيًا يربط المغرب والخليج بالدول الإفريقية، مما يعزز التعاون في قطاعات الطاقة، اللوجستيك، والبنية التحتية.

آليات مبتكرة لترسيخ التعاون

ولم يتوقف الاجتماع عند استعراض الإنجازات، بل تم تقديم مقترحات عملية لضمان استمرارية التعاون، من بينها اعتماد القمة المغربية الخليجية كآلية مرجعية لتوجيه الشراكة، إلى جانب تعيين سفير منسق بين الطرفين لضمان التنفيذ الفعلي للاتفاقات والمشاريع المشتركة.

نحو مستقبل واعد

المغرب والخليج اليوم أمام فرصة تاريخية لتعميق شراكتهما، ليس فقط في المجالات الاقتصادية والسياسية، بل أيضًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة. ومع هذا الزخم الإيجابي، يبدو أن هذا التحالف الاستراتيجي لا رجعة فيه، بل مرشح ليكون نموذجًا رائدًا في التعاون العربي المتكامل.

Comments (0)
Add Comment