متابعة محمد الحجوي
الحمد لله الذي جعل العدل أساس الخلق، والرحمة سنة ثابتة للإنسان، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد نبي الرحمة والمساواة الذي قال: “إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ” فأعلى بذلك شأن المرأة وكرمها تكريما لا ينال منه زمان ولا تبدله الظروف.
في هذا اليوم الذي تحتفي فيه الإنسانية بدور المرأة ومكانتها، لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إجلال وإكبار لتلك التي كانت وما زالت ركيزة المجتمع، والمربية الحانية، والعالمة المجتهدة، والطبيبة المخلصة، والقاضية العادلة، والمجاهدة الصابرة.
المرأة التي صنعت التاريخ ولم تنتظر الاعتراف، بل فرضت وجودها بالعطاء والتضحية واليقين بحقها في حياة كريمة قائمة على العدل والإنصاف.
وإننا إذ نحتفي بهذا اليوم، لا يسعنا إلا أن نعبر عن بالغ امتناننا وعظيم تقديرنا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰه وأيده الذي جعل من النهوض بأوضاع المرأة المغربية أولوية في مشروعه المجتمعي حيث أرسى دعائم الإصلاحات القانونية والاجتماعية التي عززت مكانة المرأة، ومنحها الفرصة لتكون شريكة فاعلة في تنمية الوطن.
وقد تجلت هذه العناية السامية من خلال المبادرات الملكية الرائدة، مثل دعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي لها، والعمل المستمر على ترسيخ قيم المساواة والعدالة، بما يحقق التوازن بين حقوق المرأة وواجباتها، ويحفظ لها دورها الأسري والمجتمعي دون إقصاء أو تهميش.
إننا اليوم لا نحيي فقط المرأة، بل نحيي كل من آمن بحقها في الحياة الكريمة، وكل من وقف بجانبها دفاعا عن حقوقها، فقضية المرأة هي قضية وجود ومصير، قضية وطن لا يكتمل بناؤه إلا بتكامل أدوار أبنائه وبناته في جميع الميادين.
وإذ نستلهم من تعاليم ديننا الحنيف الذي أرسى مبادئ العدل والكرامة ومن التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ومن الدستور المغربي الذي كفل للمرأة حقوقها كاملة، فإننا نجدد التأكيد على:
رفض كل أشكال التمييز والعنف والاستغلال.
تعزيز دور المرأة في تنمية نفسها كشريكة فاعلة في القرار والتغيير.
تحقيق التوازن بين حقوق المرأة وواجباتها، بحيث لا يكون تمكينها مدخلا لإلغاء دورها الأسري، ولا يكون دورها الأسري عائقا أمام طموحها وتقدمها.
مواصلة النضال من أجل بيئة اجتماعية وقانونية عادلة، تجعل المرأة آمنة، منتجة، قادرة على الإسهام الفاعل في نهضة مجتمعها.
إننا في الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب نرفع تحية تقدير لكل امرأة مغربية صامدة تناضل بصمت أو بصوت مسموع تؤمن أن حقها حق أصيل لا يقبل المساومة.
وتحية لكل رجل شريف أدرك أن قضيته ليست في منافسة المرأة بل في أن يكون سندا لها، ليُبنى المجتمع على أسس التعاون والتكامل، لا الصراع والتناحر.
حفظ اللّٰه وطننا، وأدام على المغرب نعمة الأمن والاستقرار تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰه وأيده.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد الذي أوصى بالنساء خيرا فقال:
“استوصوا بالنساء خيرًا”،
امضاء: سلمى عموش رئيسة هيئة الدفاع عن المرأة والطفل للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب بعمالة مقاطعة الحى الحسنى بالبيضاء.