متابعة:مراد مزراني
في زمنٍ تتشابك فيه خيوط الجريمة وتتحايل فيه العصابات على القانون، تبقى عيون رجال الدرك الملكي بالرشيدية ساهرة، ترصد، تلاحق، وتضرب بقوة. فمنذ مطلع شهر رمضان المبارك، انطلقت حملة أمنية غير مسبوقة شنتها مصالح الدرك الملكي بسرية ميدلت وسرية الرشيدية، موجهة سهامها نحو تجار السموم ومروجي الأقراص المهلوسة، في معركة لا تقبل أنصاف الحلول.
ضربة موجعة لمافيا المخدرات
بعزيمة لا تلين، تمكنت هذه العمليات المحكمة من إسقاط عشرين مروجًا للمخدرات، بعضهم كان يعتقد نفسه بمنأى عن قبضة العدالة، فيما آخرون كانوا يتوهمون أن دروب الجريمة متاهة لا نهاية لها. لكن جهاز الدرك، بحنكته وخبرته، رسم نهاية سريعة لأوهامهم، بعدما حجز كميات هائلة من المخدرات كانت معدة للترويج، بعضها في أكياس محكمة الإغلاق، وأخرى موزعة على شكل رزم صغيرة جاهزة لإغراق الأسواق السوداء.
ولم تقتصر الحصيلة على الأفراد والبضائع، بل طالت أيضًا وسائل الجريمة، حيث تم ضبط عدد من المركبات ذات العجلتين التي كان يستعين بها هؤلاء المروجون في تنقلاتهم المشبوهة، معتقدين أنها ستحميهم من أعين الرصد والمراقبة. غير أن ذكاء المصالح الأمنية واستراتيجيتها المحكمة أفشلت مخططاتهم، وأثبتت أن الجريمة قد تراوغ لبعض الوقت، لكنها لا تفلت من العدالة أبدًا.
حرب لا تهدأ.. ومذكرات بحث في الأفق
وفي إطار تعميق البحث والتحري، صدرت خمس مذكرات بحث وطنية في حق متورطين آخرين في هذه الأنشطة الإجرامية، بعضهم توارى عن الأنظار، لكن كل المؤشرات تدل على أن القبضة الأمنية ستمتد إليهم عاجلًا أم آجلًا. فالمعركة ضد المخدرات ليست مجرد حملة موسمية، بل هي حرب مستمرة، تتجدد فيها التكتيكات وتتصاعد فيها الضربات الأمنية، لتجفيف منابع الجريمة وضمان أمن المواطنين واستقرار المنطقة.
رمضان.. يقظة لا تنام
يحل الشهر الفضيل بطقوسه الروحانية، لكنه لا يعني غفلة عن التحديات الأمنية. على العكس، فإن يقظة عناصر الدرك الملكي تضاعفت، والتحركات الأمنية تكثفت، في التزام صارم بحماية المجتمع من كل ما يعكر صفوه. فحرب المخدرات ليست مجرد معركة قانونية، بل هي أيضًا معركة أخلاقية واجتماعية، تستهدف إنقاذ شباب قد يقع ضحية هذه الآفة، وإغلاق الأبواب أمام من يحاولون المتاجرة بمستقبلهم.
تحية للعيون الساهرة
في خضم هذه المواجهة، لا بد من الإشادة برجال الدرك الملكي، الذين يواصلون الليل بالنهار، يجوبون الطرقات الوعرة، ويتتبعون الخيوط الدقيقة، ليصنعوا فارقًا حقيقيًا في معركة الأمن. إنهم جنود الخفاء الذين لا يبحثون عن الأضواء، بل عن نتائج ملموسة تعزز الاستقرار وتحمي الوطن والمواطن.
وهكذا، تبقى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالرشيدية نموذجًا للصرامة والالتزام، تقدم الدليل يومًا بعد يوم على أن يد العدالة أطول من كل الحيل، وأن الرهان على الإفلات من العقاب ليس سوى وهم سرعان ما يبدده صوت الأصفاد وهي تُطبق على معاصم الخارجين عن القانون.