متابعة:المهدي حمادي
في ضربة جديدة لشرعية بعثة المينورسو، كشف تقرير حديث صادر عن المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة العامة عن ضرورة إنهاء مهام هذه البعثة، التي تحوّلت إلى كيان غير فعّال يُعرقل الحل أكثر مما يساهم فيه، معتبرًا أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والنهائي للنزاع، بعد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
المينورسو.. ثلاثون عامًا من الفشل وكُلفة بلا نتائج
منذ إنشائها عام 1991، استنزفت بعثة المينورسو مليارات الدولارات دون تحقيق أي تقدم ملموس، وفق التقرير، الذي أشار إلى أن وجودها أصبح عبئًا ماليًا غير مبرر، في وقت تزايدت فيه الأصوات داخل الولايات المتحدة المطالبة بتقليص دعم واشنطن لعمليات حفظ السلام الأممية.
وأكد الباحث الأمريكي مايكل روبين، معدّ التقرير، أن الموقف الأمريكي الرسمي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء، مما يجعل استمرار “المينورسو” بلا معنى، خاصة أن البعثة لم تُحقق أي من أهدافها الأصلية.
من أداة للحل إلى عامل تأزيم
بدلًا من المساهمة في حل النزاع، اعتبر التقرير أن المينورسو أصبحت تمنح الشرعية لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، مما يعيق العودة الطوعية للمغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف. كما أشار إلى أن أفراد البعثة يعيشون في ظروف مريحة في العيون والداخلة، بعيدًا عن أي ضغط حقيقي لحل الأزمة.
سياسة أمريكية صارمة تجاه الأمم المتحدة
التقرير وضع “المينورسو” ضمن سلسلة من بعثات الأمم المتحدة غير المجدية، والتي بدأ الموقف الأمريكي الرسمي يتجه نحو إعادة تقييمها أو إنهائها، خصوصًا مع تقليص واشنطن لمساهماتها المالية في المنظمة الأممية.
وقد شهدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحابًا أمريكيًا من عدة هيئات دولية، مثل:
مجلس حقوق الإنسان
اليونسكو
اتفاق باريس للمناخ
وفي هذا السياق، وصف تقرير International Crisis Group موقف الإدارة الأمريكية بأنه متشدد تجاه الأمم المتحدة، حيث سبق أن وصفت السفيرة الأمريكية الجديدة إليز ستيفانيك المنظمة بأنها “مؤسسة فاسدة وعاجزة”.
تحوّل دولي لصالح الحكم الذاتي
يأتي هذا التقرير ليعزز الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، ويدفع نحو مقاربة جديدة لحل النزاع تتماشى مع الواقع الجيوسياسي الحالي، حيث بات الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب الحل الوحيد القابل للتطبيق، في ظل تراجع الدعم الدولي لجبهة البوليساريو ومطالبها غير الواقعية.