بواسطة:أحلام اخليفي
في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا بالغ الدلالة، أعلنت جمهورية النيجر انسحابها رسميًا من مشروع “خط الغاز العابر للصحراء” الذي كان من المزمع أن يربط نيجيريا بالجزائر عبر أراضيها. وجاء هذا القرار نتيجة انعدام الثقة في الجزائر، التي تُتهم بتغذية بؤر التوتر في المنطقة ودعم مجموعات مسلحة تُهدد الأمن الإقليمي، وفقًا لمصادر مطلعة على كواليس المفاوضات.
المشروع، الذي ظل حبيس الرفوف منذ عقود بسبب التعقيدات الجيوسياسية والتأخر المزمن في تنفيذه، لم يعد ينسجم مع أولويات النيجر الجديدة بعد التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي الداخلي، خاصة عقب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد.
وبينما تغيب الثقة في نجاعة هذا المسار الشمالي، تتجه نيامي نحو خيارات بديلة أكثر واقعية واستقرارًا، من بينها تعزيز التعاون مع نيجيريا لبناء خطوط أنابيب موجهة نحو أسواق غرب إفريقيا، متفادية بذلك المسار الجزائري الذي يُنظر إليه بعين الريبة في الأوساط الإقليمية.
القرار النيجر يسلّط الضوء على التحديات العميقة التي تواجه المشاريع الطاقية الكبرى في إفريقيا، حيث تتداخل الاعتبارات الأمنية مع الحسابات السياسية، ليبقى السؤال مفتوحًا: هل انتهى حلم “خط الغاز العابر للصحراء” فعليًا؟