أنين محيمدات الواد… مأساة استنزاف الكاريان وصمت المسؤولين

متابعة:المهدي حمادي

في أحضان دوار محيمدات الواد التابع لمشيخة المزاوير بقيادة سيدي علي بنحمدوش (دائرة أزمور)، تتحول كل رمة تراب إلى شهادة حية على هدر الثروات الطبيعية، وتتحول كل صرخة ساكن إلى نداء استغاثة أمام كارثة بيئية متفجّرة. فمقلع «الكاريان» العشوائي، المستغلّ خارج أي إطار قانوني أو بيئي، يضرب عمق المنطقة بآليات ثقيلة تفتك بالتربة، وتختطف منها خيراتها بلا رحمة.     

شاحنات تنقل الأتربة نهارًا وليلًا، تغطي السماء بغبار كثيف، وتفجّر الطرق التي كانت ممهّدة لتكون شرايين تنمية ريفية. الأراضي الفلاحية باتت عرضة للتصدّع والجفاف، والمياه الجوفية مهددة بالتلوث نتيجة أكوام الأتربة المتراكمة كفوهات بركانية. وفي المقابل، لم يتحرّك رادع قانوني أو إداري لوقف هذا العبث.

رفضت الساكنة أن تظلّ صامتة، فاحتشدت في احتجاجات حاشدة، لتقول كلمتها بوجه الجهات المعنية. الهيئات الحقوقية والفعاليات المدنية انضمت إليها، مطالبة بإيفاد لجنة إقليمية مختلطة، تضمّ ممثلين عن وزارة الطاقة والمعادن، وزارة التجهيز والنقل، ووزارة البيئة، للوقوف على حجم الأضرار ومحاسبة المتجاوزين. 

والأخطر من ذلك، ما تحكيه ألسنة السكان عن «مافيا الكاريانات»، التي تعمل بمنطق القوة وتغضّ النظر عن القانون، في تحدّ صارخ لالتزامات المغرب في مجال التحول البيئي والتنمية المستدامة، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

اليوم، صار لا بدّ من قرار صارم من السيد عامل إقليم الجديدة، يقضي بإغلاق المقلع الفوضوي فورًا، وإعادة تأهيل البنية التحتية للدوار، وحماية الفرشة المائية. فلا ترفيع التنمية الريفية يمرّ عبر ردم الأراضي وسلب الحقوق، ولا ثقة المواطنين تُستعاد إلا بالإنصاف وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.

 

 

Comments (0)
Add Comment