هيئة التحرير
حين يسكن الأمان في دواوير نائية، وتغفو القرى على نبض من الطمأنينة، فاعلم أن هناك رجالاً لا ينامون. في خميس زمامرة، حيث يتشابك الريف بالحضَر وتتعقد تضاريس الأمن اليومي، يقف رجال الدرك الملكي كصمّام أمانٍ حقيقي، يجسّدون المفهوم الجديد للسلطة، كما أراده جلالة الملك محمد السادس نصره الله: سلطة القرب، والإنصات، وخدمة المواطن.
لم تكن المسافة ولا صعوبة المجال عائقاً أمام مركز الدرك بالزمامرة، بل تحوّل هذا الامتداد الجغرافي إلى ساحة يومية لتمارين الوفاء للوطن. قائد المركز، بخبرته الميدانية وهدوئه المعروف، يُدير المشهد الأمني بتبصّر القادة الكبار، لا تغيب عنه تفاصيل القرى البعيدة، ولا تشتّت انتباهه كثرة الملفات، فهو حاضر بالقرار، وفريقه حاضر بالفعل.
الأمن هنا ليس مجرد تواجد، بل مشروع مجتمعي، تتداخل فيه عناصر الردع الاستباقي مع قيم الإنصاف واحترام الكرامة الإنسانية. وبتوجيه من القيادة الجهوية للدرك بالجديدة، وتحت لواء الجنرال حرامو، أصبح المركز نموذجاً في الانضباط والتناغم مع التوجيهات الملكية التي تؤكد على حكامة المرفق العام وربط المسؤولية بالمحاسبة.
مكافحة الجريمة، حماية التلاميذ في محيط المؤسسات، تتبع مروجي الممنوعات، فك نزاعات العالم القروي، الإنصات لهموم النساء والشباب… كلها ملامح يومية لمهمة أكبر من مجرد ضبط قانوني، إنها مهمة وطنية أخلاقية، ترتكز على جعل الأمن شأناً إنسانياً قبل أن يكون إجراءً رسمياً.
فمن قلب خميس زمامرة، تصل رسالة واضحة: هذا الوطن بخير، لأن رجاله في الميدان بخير. ولأن من يلبسون الزيّ الرسمي هنا، يفهمون جيداً أن حماية المواطن ليست وظيفة… بل عهد.