بواسطة،أحلام اخليفي
في ظل المستجدات الدولية المتلاحقة، وعلى رأسها التأكيد الأمريكي المتجدد على مغربية الصحراء، دخلت مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري مرحلة غليان غير مسبوقة، إثر تقارير تفيد باستخدام عناصر من الدرك الجزائري للرصاص الحي ضد صحراويين عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى الوطن الأم، المملكة المغربية.
ويظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، العشرات من سكان المخيمات وهم يهتفون بصوت واحد: “بغينا نروحو للمغرب.. عاش الملك”. مشهد يعكس بجلاء حجم السخط الشعبي المتزايد داخل المخيمات، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن أطروحة الانفصال أصبحت تواجه رفضاً صريحاً من طرف من زُعم أنهم يمثلونها.
هذه الصرخات، التي اخترقت جدار التعتيم الإعلامي المفروض منذ سنوات، تمثل انعطافة حاسمة في مسار القضية، وتفضح الوجه القمعي للنظام الجزائري الذي اختار مواجهة مطالب سلمية بالحديد والنار، عبر تشديد الإجراءات الأمنية وإغلاق مداخل ومخارج المخيمات، في محاولة يائسة لاحتواء موجة العصيان المرتقبة.
المشهد في تندوف اليوم لا يعكس فقط معاناة مستمرة لعقود من التهميش والاستغلال، بل يجسد صحوة ضمير شعب قرر التمرد على أوهام الانفصال، ورفع صوته للمطالبة بحقه في العودة إلى حضن الوطن، حيث الأمن، والكرامة، والتنمية.
إن ما يحدث الآن في مخيمات تندوف ليس سوى بداية النهاية لوهم سياسي تم تسويقه لسنوات، ويُعد مؤشراً واضحاً على أن مغربية الصحراء لم تعد مجرد ملف ديبلوماسي أو قانوني، بل أصبحت إرادة شعبية راسخة، تتجسد اليوم في أصوات ودماء تطالب بالعودة، وتواجه القمع بإيمان لا يلين بوطنها الأم، المغرب.