٢في عملية نوعية تُصنّف ضمن إطار التدخلات الميدانية المركبة، تمكنت مصالح المركز القضائي للدرك الملكي ببوسكورة، في الساعات الأولى من يوم الإثنين 21 أبريل 2025، من تفكيك شبكة وطنية تنشط في توزيع وترويج الحبوب المهلوسة ذات التأثير العالي، وذلك عبر تدخل ميداني دقيق تم على مستوى الطريق السيار.
العملية الأمنية انطلقت بناءً على معطيات استخباراتية دقيقة راكمتها الوحدة المحلية ببوسكورة، في تفاعل مباشر مع الخلايا الجهوية للمعلومة، حيث تمت تعبئة كوكبة الدراجين بالطريق السيار، لرصد تحركات مشبوهة، أسفرت عن توقيف ثلاث عناصر مركزية ضمن الشبكة.
المعطى النوعي الأول في هذه العملية يكمن في حجز كمية ضخمة تناهز 10.000 قرص مهلوس، تُصنف في خانة “المهلوسات القاتلة”، بالإضافة إلى ثلاث سيارات رباعية الدفع وشاحنة كبيرة (رموك)، ما يدل على بنية لوجستيكية مهيكلة للنقل والتوزيع.
المعطى النوعي الثاني يتعلق بتوظيف العنصر النسائي ضمن هيكلة الشبكة، حيث تم توقيف فتاة كانت تقوم بمهام تمويهية ضمن رحلات النقل، وتُستغل كواجهة ناعمة لتفادي الشكوك أثناء التنقل بين المدن.
وبناء على إفادات أولية للموقوفين، وبتعليمات من النيابة العامة، تم توسيع دائرة التدخل نحو مدينتي الجديدة وآسفي، حيث تم اعتقال عنصرين إضافيين، ضالعين في سلسلة توزيع الحبوب على المستوى الوطني. كما انتقل فريق من المحققين إلى تطوان يوم الثلاثاء 22 أبريل لتعقب عنصر خطير ورد اسمه أثناء التحقيق، ليتم إسقاطه لاحقًا بمحطة الأداء ببوسكورة في كمين دقيق.
العملية نُفذت تحت إشراف مباشر من السيد زكرياء القصراوي، قائد سرية بوسكورة، وبقيادة ميدانية من السيد يونس عاكفي، قائد المركز القضائي، وبتنسيق استراتيجي مع القائد الجهوي السيد عبد المجيد الملكوني، ما أعطى للعملية بعدها التنسيقي الكامل، وسرّع وتيرتها نحو نتائج ملموسة.
وقد أسفرت عمليات التفتيش عن حجز أسلحة بيضاء وسيوف كبيرة الحجم، مما يشير إلى الطابع العنيف لهذه الشبكة، كما تم العثور على مبالغ مالية هامة يُشتبه في كونها من عائدات الترويج.
خلاصات تحليلية
- الشبكة تشتغل وفق نمط لامركزي ومتعدد النقاط الجغرافية، ما يصعّب رصدها التقليدي.
- استعمال وسائل نقل ثقيلة ورباعية الدفع يُشير إلى بنية مالية قوية خلف النشاط.
- توظيف العنصر النسائي استراتيجية مقصودة للتمويه والاختراق الناعم.
- تسجيل تفاعل عالٍ بين الوحدات القضائية والترابية، وفعالية في إدارة المعلومة الاستخباراتية.
توصية أولية
رفع درجة اليقظة على مستوى محاور الطرق السيارة، خاصة الرابط بين تطوان – الجديدة – آسفي، وتفعيل تقنية الرصد الميداني المشفر للعناصر ذات الصلة المحتملة.
العملية تُعد نموذجًا ناجحًا للتدخل الأمني المنسق، وتكشف عن تطور فعلي في آليات التصدي للجريمة المنظمة، خاصة في مجال المؤثرات العقلية التي باتت تهدد الأمن العام بشكل مباشر.