نبش في الداكرة الأدبية المغربية: ندوة حول الكتاب المدرسي في عهد الحماية*

*نبش في الداكرة الأدبية المغربية: ندوة حول الكتاب المدرسي في عهد الحماية*
بقلم مريم الحيمر محررة بجريدة النهضة الدولية

ندوة بالمكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني والتي ازدحمت بباحثين ودكاترة وكذلك مهتمين بالتاريخ التعليمي للمغرب، وجدت نفسي منغمسًة في نقاش حيوي حول الكتاب المدرسي خلال فترة الحماية الفرنسية. الندوة، التي استضافت نخبة من الدكاترة المتخصصين في هذا المجال، وفتحت لنا نافذة واسعة على حقبة حاسمة من تاريخنا التعليمي، وكشفت عن جوانب لم نكن ندركها من قبل.


حيث كان من أبرز الحاضريين الذين فتحنا معهم باب النقاش واجرينا معهم لقاءا صحفيا الباحث والاستاذ عبد الحميد رضا الذي منحنا نبدة عن الندوة وعن مضامينها والمشاركيين فيها كما استهل النقاش بالتعريف بالكتاب المدرسي ودوره في تلك الفترة اي في فترة الحماية ،فهو لم يكن مجرد أداة لنقل المعرفة، بل كان أداة قوية لترسيخ النفوذ الاستعماري ونشر قيمه. كما استعرض الاستاذ معنا نماذج من الكتب المدرسية لتلك الحقبة، مشيرًا إلى المضامين التي كانت تركز بشكل كبير على التاريخ والجغرافيا الفرنسية، وتغيب أو تهمش التاريخ والثقافة المغربية. كما لفت الانتباه إلى اللغة الفرنسية التي كانت لغة التدريس الأساسية، مما خلق فجوة بين المدرسة والواقع اللغوي والاجتماعي للعديد من التلاميذ المغاربة.
كما اخدنا كلمة الاستاذ والباحث والذكتور طارق الهامل الذي أدلى بدلوه في الموضوع وللاشارة فالاستاذ عبد الحميد رضا والاستاذ طارق الهامل يشتركان معا في تأليف كتاب الدار البيضاء (قصة مدينة )الذي هو ترجمة لكتاب ميشيل اكوشار هذا الأخير الذي تنبأ في وقت سابق لما الت اليه الدار البيضاء من اكتضاص وتسارع وثيرة الحياة
كما أخدنا كلمة الاستاذ محمد معروف الدفالي استاذ التعليم العالي في تاريخ المغرب المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق جامعة الحسن الثاني حيث تناول الجانب المتعلق بإنتاج وتوزيع هذه الكتب. كما أوضح أن أغلب هاته الكتب كانت تُستورد من فرنسا أو تُطبع في المغرب تحت إشراف فرنسي، مما يحد من إمكانية إدراج أي محتوى لا يتماشى مع الأهداف الاستعمارية. كما أشار إلى التحديات اللوجستية التي كانت تواجه عملية توزيع الكتب في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في المناطق النائية.
كما منحنا الاستاذ محمد صهود استاذ في كلية علوم التربية ديداكتيك التاريخ إجابة حول سؤالنا المتعلق لماذا الكتب في عهد الحماية بالتحديد ؟ ليبين جانب المقاومة وجهود بعض الوطنيين المغاربة لإنشاء مدارس حرة وكتاتيب تقليدية، حيث كانوا يحاولون تقديم تعليم بديل يحافظ على الهوية المغربية. ولن ننسى طبعا الفنان التشكيلي الاستاذ عبد القادر العسري الذي عرض لنا مجموعة من التحف الفنية واللوحات التشكيلية التي ثمتل مجموعة من المدارس التشكيلية كالمدرسة الواقعية و التجريدية وغيرها من المدارس وختم معنا الحوار بلوحة مبدعة له سرد فيها قصة تاريخ وامجاذ واختلاف الحضارات جغرافيا لكن تزاوجها فكريا لوحة فيها من الجماليةوالايحاءات الفنية ما يجعلك تسرح بخيالك في عالم الجمال وروعة الالوان
وختمنا حوارنا الصحفي مع الاستاذ المبدع السي عبد الله نجيب مبدع الندوة وجامع مكوناتها من أساتذة وذكاترة وكتاب حيث أشار إلى أهمية فترة الحماية لتعزيز دور الأدباء والكتاب والمقاوميين المغاربة في نشر الوعي بالقضية المغربية كما أشار إلى وجود بعض المحاولات لتهريب بعض الكتب الوطنية أو نسخها بشكل سري، في تحدٍ للسلطات الاستعمارية.
ومما جاء خلال الندوة هو النقاش حول تأثير هذه الكتب المدرسية على وعي وهوية الأجيال المغربية في تلك الفترة. وما مدى نجاح الاستعمار في تحقيق أهدافه من خلال هذه الكتب؟ وهل استطاعت هاته الكتب فعلاً طمس الهوية المغربية. حيث استرسل أحد الدكاترة بأن تأثير هذه الكتب كان متفاوتًا، وأن هناك عوامل أخرى لعبت دورًا هامًا في تشكيل الوعي الوطني، مثل الأسرة، والكتاتيب، والحركات الوطنية.
في ختام الندوة، خرجنا بانطباع عميق حول أهمية الكتاب المدرسي ليس فقط كأداة للتعلم، بل كوثيقة تاريخية تعكس الصراعات والتحديات التي واجهها المغرب في سبيل الحفاظ على هويته وبناء مستقبله. واخيرا كانت مداخلتي باسم جريدة النهضة وكل المراسلين والمراسلات كالتالي :
اتقدم بالشكر الجزيل لكل الاساتذة والذكاترة والباحثين لاثراء هاته الندوة التي نبشت في ذاكرة الادب المغربي القديم واحييت نوستالجيا الزمن الجميل والسؤال هو : كيف ساهم الأدباء والكتاب المغاربة والمؤلفيين بكثاباتهم في نشر الوعي بين المغاربة بقضيتهم وتمسكهم بالعرش والرد على مزاعم الكتاب الاوروبيين حول مزاعمهم التي طمست الهوية التقافية والاجتماعية والفكرية للمغاربة ووصفتهم باسوء النعوت كالجهل واللا وعي ليخدموا بذلك الأجندة الإستعمارية
لقد كانت الندوة بمثابة رحلة عبر الزمن، ونبش في التاريخ سمحت لنا بفهم أعمق لجذور نظامنا التعليمي القديم وتطوره لزماننا الحالي والتحديات التي لا يزال يواجهها في سبيل تحقيق تعليم وطني أصيل وذي جودة *نبش في الداكرة الأدبية المغربية:  ندوة حول الكتاب المدرسي في  عهد الحماية*

بقلم  مريم الحيمر محررة بجريدة النهضة الدولي

 

ندوة بالمكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني والتي ازدحمت   بباحثين ودكاترة وكذلك  مهتمين بالتاريخ التعليمي للمغرب، وجدت نفسي منغمسًة في نقاش حيوي حول الكتاب المدرسي خلال فترة الحماية الفرنسية. الندوة، التي استضافت  نخبة من الدكاترة المتخصصين في هذا المجال،  وفتحت لنا  نافذة واسعة على حقبة حاسمة من تاريخنا التعليمي، وكشفت عن جوانب لم نكن ندركها من قب

حيث كان من أبرز الحاضريين الذين فتحنا معهم باب النقاش واجرينا معهم  لقاءا صحفيا الباحث والاستاذ عبد الحميد رضا الذي منحنا نبدة عن الندوة وعن مضامينها والمشاركيين فيها كما  استهل النقاش بالتعريف بالكتاب المدرسي  ودوره  في تلك الفترة اي في فترة الحماية ،فهو   لم يكن مجرد أداة لنقل المعرفة، بل كان أداة قوية لترسيخ النفوذ الاستعماري ونشر قيمه. كما استعرض الاستاذ معنا نماذج من الكتب المدرسية لتلك الحقبة، مشيرًا إلى المضامين التي كانت تركز بشكل كبير على التاريخ والجغرافيا الفرنسية، وتغيب أو تهمش التاريخ والثقافة المغربية. كما لفت الانتباه إلى اللغة الفرنسية التي كانت لغة التدريس الأساسية، مما خلق فجوة بين المدرسة والواقع اللغوي والاجتماعي للعديد من التلاميذ المغاربة

كما اخدنا كلمة الاستاذ والباحث والذكتور طارق الهامل الذي أدلى بدلوه في الموضوع وللاشارة فالاستاذ عبد الحميد رضا والاستاذ طارق الهامل يشتركان معا في تأليف كتاب الدار البيضاء (قصة مدينة )الذي هو ترجمة لكتاب ميشيل اكوشار   هذا الأخير الذي تنبأ في وقت سابق لما الت اليه الدار البيضاء من اكتضاص وتسارع وثيرة الحياة

كما أخدنا كلمة الاستاذ  محمد معروف الدفالي  استاذ التعليم العالي في تاريخ المغرب المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق جامعة الحسن الثاني حيث  تناول الجانب المتعلق بإنتاج وتوزيع هذه الكتب. كما  أوضح أن أغلب هاته  الكتب كانت تُستورد من فرنسا أو تُطبع في المغرب تحت إشراف فرنسي، مما يحد من إمكانية إدراج أي محتوى لا يتماشى مع الأهداف الاستعمارية. كما أشار إلى التحديات اللوجستية التي كانت تواجه عملية توزيع الكتب في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في المناطق النائية

كما منحنا الاستاذ محمد صهود  استاذ في كلية علوم التربية ديداكتيك التاريخ إجابة حول سؤالنا المتعلق لماذا الكتب في عهد الحماية بالتحديد ؟  ليبين  جانب المقاومة وجهود  بعض الوطنيين المغاربة لإنشاء مدارس حرة وكتاتيب تقليدية، حيث كانوا يحاولون تقديم تعليم بديل يحافظ على الهوية المغربية. ولن ننسى طبعا الفنان التشكيلي الاستاذ عبد القادر العسري الذي عرض لنا مجموعة من التحف الفنية واللوحات التشكيلية التي ثمتل مجموعة من المدارس التشكيلية كالمدرسة الواقعية و التجريدية وغيرها من المدارس وختم معنا  الحوار بلوحة مبدعة له سرد فيها قصة تاريخ وامجاذ واختلاف الحضارات جغرافيا لكن تزاوجها فكريا لوحة فيها من الجماليةوالايحاءات الفنية ما يجعلك تسرح بخيالك في عالم الجمال وروعة الالوا

وختمنا حوارنا الصحفي مع الاستاذ المبدع  السي عبد الله نجيب مبدع الندوة وجامع مكوناتها من أساتذة وذكاترة وكتاب حيث أشار إلى أهمية فترة الحماية لتعزيز دور الأدباء والكتاب والمقاوميين المغاربة في نشر الوعي بالقضية المغربية   كما أشار إلى وجود بعض  المحاولات لتهريب بعض الكتب الوطنية أو نسخها بشكل سري، في تحدٍ للسلطات الاستعمارية

ومما جاء خلال الندوة هو النقاش حول تأثير هذه الكتب المدرسية على وعي وهوية الأجيال المغربية في تلك الفترة. وما  مدى نجاح الاستعمار في تحقيق أهدافه من خلال هذه الكتب؟ وهل استطاعت هاته الكتب  فعلاً طمس الهوية المغربية. حيث استرسل  أحد الدكاترة بأن تأثير هذه الكتب كان متفاوتًا، وأن هناك عوامل أخرى لعبت دورًا هامًا في تشكيل الوعي الوطني، مثل الأسرة، والكتاتيب، والحركات الوطنية

في ختام الندوة، خرجنا بانطباع عميق حول أهمية الكتاب المدرسي ليس فقط كأداة للتعلم، بل كوثيقة تاريخية تعكس الصراعات والتحديات التي واجهها المغرب في سبيل الحفاظ على هويته وبناء مستقبله. واخيرا كانت مداخلتي باسم جريدة النهضة وكل المراسلين والمراسلات كالتالي

اتقدم بالشكر الجزيل لكل الاساتذة والذكاترة والباحثين لاثراء هاته الندوة التي نبشت في ذاكرة الادب المغربي القديم واحييت نوستالجيا الزمن الجميل والسؤال هو : كيف ساهم الأدباء والكتاب المغاربة والمؤلفيين  بكثاباتهم في نشر الوعي بين المغاربة بقضيتهم وتمسكهم بالعرش والرد على مزاعم الكتاب الاوروبيين حول مزاعمهم التي طمست الهوية التقافية والاجتماعية والفكرية للمغاربة ووصفتهم باسوء النعوت كالجهل واللا وعي ليخدموا بذلك الأجندة الإستعمارية

لقد كانت الندوة بمثابة رحلة عبر الزمن، ونبش في التاريخ  سمحت لنا  بفهم أعمق لجذور نظامنا التعليمي القديم وتطوره لزماننا  الحالي والتحديات التي لا يزال يواجهها في سبيل تحقيق تعليم وطني أصيل وذي جودة عالية.

 

 

: فريق ترجمة كتاب إيكوشار. تحية تقدير وإجلال للأخ والصديق المحترم ذ. عبد الحميد رضا وللمشرف والمؤطر المتواضع ذ. محمد معروف الدفالي.

الاستاذ معروف الدفالي استاذ التعليم العالي( تاريخ المغرب المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق جامعة الحسن الثاني)(ندوة بالمكتبة الوساءطية التابعةلمسجد الحسن الثاني حول الكتاب المدرسي خلال فترة الحماية)

Comments (0)
Add Comment