غابة المحامي… نزيف الطرقات في حضرة الغياب! من يوقف مسلسل الإهمال؟

 

متابعة:ب/م

في مشهد يعيد نفسه بفظاعة مقلقة، وقعت حادثة سير خطيرة على الطريق الجهوية رقم 316 قرب غابة المحامي بجماعة الشعيبات، قيادة أولاد حمدان، إقليم الجديدة. سيارة خفيفة تصطدم بعربة مجرورة، حصان ينفق على الفور، وصاحبه وزوجته ينقلان في حالة حرجة… ولا شيء يتحرّك سوى أنين الجرحى!

الطريق ذاتها، النقطة السوداء ذاتها، والعلامات الغائبة كما هي! لا إنارة، لا تشوير، ولا حتى علامة تنذر بخطر.
لكن السؤال الجوهري: أين هي دوريات المراقبة؟
أين كانت أعين السلطة حين تسير العربات المجرورة ليلاً بدون مصابيح؟ من يرخص لها، ومن يتجاهل وجودها، ومن يراقب حركتها؟

الشارع ليس ملكًا للصمت، والدماء التي تُسفك ليست قدراً محتوماً.
هذا الطريق لا يرحم، لأنه بلا حسيب ولا رقيب، ولأن الجهات المفروض أن تحميه، اختارت أن تنام في العراء مثل ضمائرها.

نحمّل جماعة الشعيبات مسؤولية الفشل الذريع في تجهيز هذا المقطع الطرقي، ونحمّل وزارة التجهيز صمتها المريب، كما نحمّل السلطات المحلية غياب الرؤية والمراقبة الوقائية.

هذا الحادث ليس الأول، ولن يكون الأخير ما دامت العربات المجرورة تتجوّل بحرّية في عتمة الليل، وما دام المسؤول يدفن رأسه في الرمال.
سلامة المواطنين ليست رفاهية، بل حق، وأي تقصير فيه يُعد جريمة.

كفى استخفافًا بأرواح الناس، وكفى انتظارا لحوادث أخرى كي تُقام صلاة الاستيقاظ.

Comments (0)
Add Comment