بقلم: الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
بعد جلسة محاكمة استمرت لحدود الساعات الاولى من صباح امس الخميس ، حيث تجاوزت الإثنى عشر ساعة من الاخذ والرد ، صدر اخيرا الحكم على الوزير السابق لحقوق الانسان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، وتميزت الجلسة بتوثر كبير بين هياة الدفاع والنيابة العامة .
وقد خفضت غرفة الحنايات الاستئنافية الحكم على النقيب محمد زيان إلى ثلاث سنوات نافذة عوض خمس المحكوم بها خلال المرحلة الابتدائية ، وبذلك تتبقى له ستة اشهر ليكمل عقوبته السجنية ويطلق سراحه .
وقد سبق ان أدانته غرفة الجنايات الابتدائية بتهم اختلاس وتبديد اموال عمومية فضلا عن تهم اخرى لا تقل خطورة . ، ويتوقع الكثير من المراقبين حصوله على العفو الملكي بمناسبة عيد الاضحى القادم .
وطالما كان هذا مطلب الحقوقيين منذ بداية محاكمة وزير حقوق الانسان السابق البالغ من العمر 83 سنة . وانتظروا الإفراج عنه مع حلول كل مناسبة دينية او وطنية ، لكن لم يتحقق هذا و خاب أملهم لأزيد من سنتين ونصف .
وقد وجه الامين العام للحزب الحر المغربي رسالة تستعطاف لعاهل البلاد الملك محمد السادس من اجل إصدار قرار العفو عن الرئيس السابق لنفس الحزب ، كما طالب الكثير من الحقوقيين بنفس المطلب وقد يستجيب لهم امير المؤمنين ويعفو عنه في اقرب مناسبة .
وقد جاء في رسالة إسحاق شارية الموجهة لملك البلاد ان الحزب ادى ما بذمته المالية من ديون للخزينة العامة للمملكة ، كما اعتذر لكل من اساءت له التصريحات والبيانات الصادرة باسم الحزب .
ويعزي البعض محاكمته لمساره اللافت منذ انطلاق الربيع العربي بالمغرب سنة 2011 . حيث وجه انتقادات حادة للسلطات المغربية خلال وقفات ومسيرات حركة 20 فبراير .
وقد عزى دفاع النقيب محمد زيان محاكمته لمواقفه وانشطته كمحامي وسياسي معارض واعتبرت ذلك مصادرة لحقه في التعبير والرأي المكفولان له بقوة القانون . كما طالب الدفاع بإسقاط الإحدى عشر تهمة الموجهة له .
وقد اثارت محاكمة زيان عدة ردود فعل وطنية ودولية من بينها على سبيل المثال لا الحصر خرجة المنظمة العالمية للدفاع عن ضحايا الإرهاب بكندا والتي وجه فرعها ملتمسا للمجلس الوطني لحقوق الانسان ولوزارة العدل المغربية مطالبا إياهما بالتدخل لإطلاق سراح الشيخ زيان .
جدير بالذكر ان صحة النقيب في تدهور مستمر وحالته الصحية تدعو للقلق ، وطالب ملتمس المنظمة المذكورة بفرض الإقامة الجبرية في منزله إن كان الإتهام يوجب فعلا اعتقاله .
وتجدر الإشارة إلى ان المحامي والسياسي زيان مصاب بامراض مزمنة ابرزها التهاب الفقار اللاصق ، فضلا عن امراض القلب والشرايين ، وحبسه يزيد من معاناته خاصة وانه بلغ من العمر عنيا وجسده النحيل لم يعد يقوى على التحمل .
هل يتدخل الملك لوضع حد لهذا النزيف الذي فاق العامين ونصف العام ، هل يستفيد النقيب فعلا من العفو الملكي خلال عيد الاضحى القادم ، هل يكمل عقوبته السجنية ، هل مازال بقدرته تحمل معاناة السجن في ظل الامراض التي يشكو منها …