كوكايين التيارات العميقة.. البحر يفضح أسرار شحنة مجهولة بشاطئ مولاي عبد الله

اعداد:بوغليم محمد

في واقعة درامية أعادت إلى الأذهان سيناريوهات التهريب البحري، لفظت أمواج شاطئ مولاي عبد الله، ضواحي مدينة الجديدة، صباح الثلاثاء 13 ماي 2025، رزمة ضخمة من مخدر الكوكايين قُدّرت بحوالي 20 كيلوغراماً، كانت تطفو على سطح الماء في منطقة “الصخرية العنق” الساحلية، المعروفة بهدوئها النسبي ونشاطها البحري التقليدي.

 

الرزمة، التي ظهرت مغطاة بكيس محكم الإغلاق ومقسّمة إلى صفائح مستطيلة، أثارت انتباه البحارة وساكنة المنطقة، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي التي انتقلت فوراً إلى عين المكان، وقامت بحجز الكمية ونقلها إلى مقر القيادة الجهوية بالجديدة، تحت إشراف مباشر من النيابة العامة المختصة.

 

والمثير في تفاصيل هذه العملية، هو ما كشفت عنه المعاينات التقنية الأولية، حيث حملت الرزمة شعارات غريبة وأسماء لافتة، من قبيل “Hour Nams” و”Montana Wind”، فضلاً عن رسم لتاج مطبوع على بعض الصفائح، وهي كلها مؤشرات يُرجح أنها جزء من نظام تعريفي تستخدمه شبكات التهريب الدولية لتمييز شحناتها وتحديد وجهاتها، في ما يشبه “التوقيع السري” للجهة المصدّرة أو المجموعة الإجرامية المسؤولة عن الشحنة.

 

التحقيقات الأولية بيّنت أيضاً أن الرزمة قضت وقتاً طويلاً في أعماق البحر، بدليل التصاق كائنات بحرية بها، من بينها بلح البحر، ما يدعم فرضية ضياعها من قارب تهريب أو سقوطها عرضاً أثناء عملية نقل غير مكتملة، قبل أن تحملها التيارات إلى الشاطئ.

 

وفي انتظار استكمال الأبحاث وتحليل المعطيات اللوجستية المرتبطة بالتيارات البحرية والمسارات المحتملة، يبقى احتمال تورّط شبكات دولية في خلفية هذه العملية وارداً بقوة، خصوصاً في ظل تزايد محاولات التهريب عبر السواحل المغربية خلال الأشهر الأخيرة.

 

وتأتي هذه العملية لتسلّط الضوء مجدداً على يقظة الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها عناصر الدرك الملكي، التي سارعت إلى تأمين الموقع والتعامل مع الواقعة باحترافية عالية، مما يؤكد الدور الحيوي الذي تلعبه في حماية الشريط الساحلي من أخطبوط التهريب

 

 

Comments (0)
Add Comment