قلعة السراغنة في مفترق الطرق: انتظارات الساكنة من العامل الجديد سمير اليزيدي لتحقيق نقلة تنموية شاملة

✍️محمد الحجوي.

 

في ظل دينامية التغيير التي يشهدها المغرب، يأتي تعيين السيد **سمير اليزيدي** عاملاً جديداً على رأس إقليم **قلعة السراغنة** كفرصة لإنعاش مسار التنمية المحلية، خاصة في المناطق القروية التي تعاني من تهميش متعدد الأبعاد. فالإقليم، رغم إمكانياته الفلاحية والبشرية، لا يزال يعاني من إشكالات بنيوية حادة تعيق انطلاقته نحو آفاق التقدم والرفاه.

 

إن ساكنة الإقليم، التي تتطلع إلى **حكامة ترابية فعالة**، تضع آمالاً كبيرة على العامل الجديد في معالجة الملفات العالقة، بدءاً من **تحديث البنية التحتية**، مروراً بتحسين **الخدمات الاجتماعية الأساسية** مثل التعليم والصحة، ووصولاً إلى **خلق فرص اقتصادية** تقاوم البطالة وتُعزز العدالة المجالية. كما أن تطوير **القطاع الفلاحي**، الذي يشكل عصب اقتصاد الإقليم، يبقى رهيناً بتبني سياسات تدبيرية جريئة تعتمد على الابتكار وتذليل العقبات الإدارية.

 

في هذا السياق، تُبرز هذه الورقة **أبرز التحديات** التي تواجه الإقليم، مع التركيز على **الانتظارات الملحة** للساكنة من العامل الجديد، والتي تتمحور في:

 

الرفع من جودة الخدمات العمومية(كهرباء، ماء، صرف صحي، نقل).

تقليص الفوارق المجالية بين العالمين الحضري والقروي و تحفيز الاقتصاد المحلي عبر دعم المشاريع الصغيرة والاستثمار في الفلاحة الحديثة، تعزيز الحكامة التشاركية بإشراك الشباب والجمعيات في صنع القرار.

 

فالرهان اليوم هو تحويل **قلعة السراغنة** إلى نموذج للتنمية المندمجة، عبر مقاربة شمولية تلامس احتياجات المواطنين وتستجيب لتطلعاتهم في عيش كريم. وهو ما يتطلب **تعبئة جماعية** تضع الإنسان في صلب الأولويات، وتؤمن بأن التنمية الحقيقية تبدأ بإرادة سياسية صادقة، ورؤية استراتيجية واضحة.

 

إن تعيين السيد سمير اليزيدي على رأس عمالة إقليم قلعة السراغنة يأتي في سياق زمني حاسم، حيث تتصاعد انتظارات الساكنة لتحقيق نقلة نوعية في مسار التنمية الترابية. فالتحديات المطروحة، رغم ضخامتها، تمثل في الحقيقة فرصاً حقيقية لبناء نموذج تنموي مبتكر يكون القروي في صلب اهتماماته.

 

إن تحقيق هذه الطموحات يتطلب مقاربة متكاملة تعتمد على ثلاث ركائز أساسية:

-حكامة ترابية فعالة تقوم على الشفافية والمحاسبة

-شراكة حقيقية بين جميع الفاعلين المحليين

-رؤية استراتيجية واضحة المعالم وقابلة للتنفيذ

 

فالإقليم يمتلك كل المقومات ليكون نموذجاً للتنمية المندمجة، شرط توفر الإرادة السياسية والتدبير الكفء. والعامل الجديد مدعو اليوم لقيادة هذه الدينامية التنموية، مستثمراً في الرأسمال البشري، ومحفزاً للاستثمارات المنتجة، وضامناً للعدالة المجالية.

 

إن ساكنة قلعة السراغنة تنتظر من العامل الجديد أن يكون:

– صاحب رؤية استشرافية

– منصتاً جيداً لهموم المواطنين

– مدبراً كفؤاً للموارد العمومية

– محفزاً للاستثمارات المنتجة

 

فاللحظة التاريخية الحالية تتطلب جرأة في اتخاذ القرار، وشفافية في التدبير، وإشراكاً فعلياً للفاعلين المحليين. فقط بهذه المقاربة التشاركية يمكن تحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل في هذا الإقليم الواعد.

Comments (0)
Add Comment